المشير المرعب (( محمد عبد الغنى الجمسى)) يتحدث عن سير العمليات
[size=21] خطة الحرب في كشكول :
أسرار حرب أكتوبر في اليومالرابع للقتال 9 أكتوبر كانت القوات المصرية قد حققت إنجازا عسكريا ،وتحطمت كل هجمات إسرائيل المضادة, وكان لابد من استمرار الهجوم لتحقيقالهدف الاستراتيجي للحرب وهو الوصول إلي خط المضايق.
كان ترك العدو بدون ضغط مستمر عليه معناه انتقال المبادأة له, وقد تناقشتمع الفريق أول أحمد إسماعيل ووجدت منه الحذر الشديد من سرعة التقدم شرقا,فكان يري الانتظار لتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة.. وحينما بدأ الهجوم (14أكتوبر) تعرضت قواتنا لهجمات جوية كثيفة , وكانت خسائرنا في هذا اليومأعلي مما تكبده العدو, وتوقف هجوم قواتنا بعد أن خسرنا 250 دبابة.
هذه بعض كلمات المشير محمد عبد الغني الجمسي مهندس حرب أكتوبر ورئيس هيئةعمليات القوات المسلحة في أكتوبر 1973, وأحد 50 قائدا عسكريا في العالمذكرتهم أشهر الموسوعات العسكرية العالمية, وذلك في كتابه الخطير "حربأكتوبر 1973 ".ويبن لنا في كتابه أنه حتي يوم 9 أكتوبر كانت القواتالمصرية قد حققت انجازا عسكريا وكان من الضروري استمرار الهجوم لكن جاءتالوقفة التعبوية حتي يوم 14 أكتوبر لتحرم مصر من تحقيق نصر ساحق علياسرائيل, ويكشف لنا الجمسي عن سؤال هام وهو هل كان العمل السياسي متوافقمع ما تحقق من انجاز عسكري؟ , ويركز الجمسي علي "ثغرة الدفرزوار" وهل حققتفيها إسرائيل نصرا؟
خطة الحرب في كشكول
في الأسبوع الأول من 1972 صدر قرار بتعيين الجمسي رئيسا لهيئة عملياتالقوات المسلحة, وبدأ الجمسي عمله الجديد مستفيدا من جهد الرجال الذينسبقوه, ليقوم ببناء الاستراتيجية العسكرية المصرية .
قام المشير الجمسي بكتابة هذه خطة الحرب بخط اليد في كشكول دراسي خاصبابنته الصغري ولم يطلع عليه إلا الرئيس السادات والرئيس حافظ الأسد ,وقال المشير أحمد إسماعيل عن هذه الخطة " أن هذا العمل سيدخل التاريخالعلمي للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين" .
واشتملت الدراسة علي جميع أيام العطلات الرسمية في إسرائيل بخلاف يومالسبت, ثمانية أعياد في السنة منها ثلاثة أعياد في أكتوبر هي عيد الغفرانوعيد المظلات وعيد التوراة, ولكل عيد تقاليد وإجراءات يقومون بها تختلف عنالأخر,ويوافق يوم عيد الغفران يوم سبت , والأهم من ذلك هو اليوم الوحيدخلال العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليدالعيد, أي أن استدعاء قوات الاحتياطي بالطريقة العلنية السريعة غيرمستخدمة ، ولكن بالنسبة للجبهة السورية كان لابد إلا يتأخر بدء الهجماتلبعد أكتوبر نظرا لبدء تساقط ثلوج الشتاء.
أكتوبر أنسب الشهور
المشير الجمسي
حددت الدراسة أنسب الشهور خلال عام 1973 , وكان أنسبها هو مايو أو أغسطسأو سبتمبر/ أكتوبر , وكان أفضلها أكتوبر حيث أن ظروف الطقس والأحوالالجوية مناسبة للعبور وأن فترة الليل طويلة يصل الإظلام في بعض لياليه إليساعات طويلة, وحالة البحر مناسبة , والشهر يزدحم بثلاثة أعياد وتستعد فيهالدولة لانتخابات الكنيست, كما أن شهر رمضان يأتي خلال هذا الشهر بما لهمن تأثير معنوي علي قواتنا ولا يتوقع العدو قيامنا بالهجوم خلال شهرالصيام.
وقع الاختيار علي يوم السبت 6 أكتوبر /10 رمضان للقيام بالهجوم, فهو يومعيد في إسرائيل, والقمر في هذا اليوم مناسب ومضيء من غروب الشمس حتى منتصفالليل, يقول الجمسي " وقد اعتقد الكثيرون أن هذا اليوم تحدد للهجوم لأنهفقط يوم عيد في إسرائيل وهو اعتقاد خاطئ لأن عوامل عديدة أخري تحكمت فيتحديد هذا اليوم", كما تم اختيار ساعة الهجوم لتكون الثانية وخمس دقائقظهراً, وهو ما شكل مفاجأة للجميع فالوضع التقليدي لبدء الهجوم هو أن يبدأفي أول ضوء أو آخر ضوء من اليوم.
جولدامائير
سيناء حقل نووي !
يؤكد الجمسي أن إسرائيل خططت للحرب مع مصر قبل نشوب حرب أكتوبر, ففي الوقتالذي كنا نخطط فيه لتحرير أراضينا كانت إسرائيل تخطط لاحتلال مزيد منالأراضي. فقد وضع ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في أوائل عام 1973 خطةعسكرية رسم خريطتها بنفسه وعرضها علي الجنرال اليعازار رئيس الأركان أطلقعليها اسم "الحزام الأسود" , وكان تحقيقها يحتاج إلى عوامل أهمها أولا :ضم جنوب لبنان إلى إسرائيل , ثانيا : ضم أجزاء أخري من سوريا , ثالثا :إنشاء خط محصن يشبه خط بارليف في غور الأردن لحماية المستعمرات ورابعاتحويل سيناء إلى مركز تجارب للمفاعلات الذرية.
ولم تتواني إسرائيل في تنفيذ مخططها ففي الخامس من أكتوبر 1973 , عقداجتماع طارئ لمجلس رئاسة أركان الإسرائيلي بحضور مائير رئيسة وزراءإسرائيل شرح فيه ديان خطته وتوقيتاتها والهدف منها..وكان ديان يقدر أن تتمالعملية في الفترة من 22 إلي 25 أكتوبر 1973, لكن في ضوء الموقف الذي كانيناقشه مجلس الأركان سألت مائير ديان عن رأيه , فقال "سأجعل ضربتي مبكرةكثيرا, ستكون ضربتي صباح الثامن من أكتوبر" , وبالفعل وافقت مائير عليالخطة. لكن يشاء الله سبحانه أن تكون لمصر المبادأة لأول مرة في تاريخالحروب الإسرائيبلية العربية ليبدأ عبورنا المشرف يوم 6 أكتوبر أي قبلالهجوم الإسرائيلي بيومين فقط.
اختراق خط بارليف
تحقيق المهمة
في اليوم الرابع للقتال 9 أكتوبر كانت القوات المصرية قد حققت إنجازاعسكريا , فقد أنشأ كل من الجيشين الثاني والثالث رأس كوبري جيش بعمق 12–15 كم في سيناء تحطمت عليه كل هجمات إسرائيل المضادة, وكان لابد مناستمرار الهجوم لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو الوصول إلي خط المضايق.
كان ترك العدو بدون ضغط مستمر عليه معناه انتقال المبادأة له, ولا ينتظرأن تتخذ القوات الإسرائيلية أوضاعا دفاعية حتى نهاية الحرب بل أنها ستحاولاختراق أحد القطاعات بالجبهة حتى يكون دفاعها إيجابيا نشطا وقد تصل بعضقواتها إلي خط القناة. لذلك يجب حرمان العدو من القيام بهذا العمل بتطويرالهجوم شرقا.
رأى الجمسي استغلال الموقف لتطوير الهجوم شرقا طبقا للخطة دون أن نتوقفطويلا حتى نحرم العدو من فرصة تدعيم مواقعه أمام قوات الجيش. وقد تناقشالجمسي مع الفريق أحمد إسماعيل في هذا الموضوع يوم 9 أكتوبر.. ووجد منهالحذر الشديد من سرعة التقدم شرقا, فكان يري الانتظار لتكبيد العدو اكبرخسائر ممكنة, انتهت المناقشة باقتناع الفريق أول أحمد إسماعيل بضرورة عملوقفة تعبوية ثم استئناف الهجوم شرقا.
حرب أكتوبر - صور أرشيفية
إمدادات أمريكية لإسرائيل
كان توقيت تطوير الهجوم في سيناء من أهم عوامل نجاحه, وكان من الواضح أنهكلما طال وقت الانتظار بعد 9 أكتوبر كان لدي العدو فرصة تدعيم موقفهالعسكري وتجعل قواته أكثر ثابتا في مواجهة قواتنا . وظهرت بوادر نجاحاسرائيلي علي جبهة الجولان يوم 10 أكتوبر وهو ما شكل عامل ضغط علي الرئيسالسادات الذي اصدر قرارا يوم 12 أكتوبر بتطوير الهجوم شرقا لتخفيف الضغطعلي الجبهة السورية, ثم تأجل الموعد ليكون الساعة 6.30 يوم 14 أكتوبر.
وحينما بدأ الهجوم كانت إسرائيل قد استعدت ووصلتها الإمدادات الأمريكية,وتقدمت قواتنا المهاجمة وسط مقاومة شديدة من العدو, وتعرضت قواتنا لهجماتجوية كثيفة الأمر الذي جعل تقدم قواتنا بطيئا , ودار في هذا اليوم أكبروأعنف معارك الدبابات التي حدثت في الحرب, اشترك فيها من الطرفين حواليألف وخمسمائة دبابة تدعمها المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات في ظلنشاط جوي كثيف للطرفين, وكانت خسائرنا في هذا اليوم أعلي مما تكبده العدووتوقف هجوم قواتنا بعد أن خسرنا 250 دبابة.
لقد كانت دفاعات العدو وصمود قواته قويا بدرجة ملحوظة الأمر الذي يوضح انالقوات الإسرائيلية علي استعداد لهذه المواجهة, واستمر القتال نشطا يوم 15أكتوبر حيث بدأت "معركة الدفرزوار" والتي أصطلح علي تسميتها في مصر والوطنالعربي" الثغرة" .
ويشير الجمسي في كتابه إلي الرسالة التي بعث بها السيد حافظ إسماعيلمستشار الأمن القومي يوم 7 أكتوبر تعبيرا عن رأي السادات إلي الدكتوركسنجر وزير خارجية أمريكا جاء فيها "لا تعتزم مصر تعميق الاشتباكات أوتوسيع الجبهة" وهي الرسالة التي فسرها كسنجر علي أن مصر غير راغبة فيمتابعة العمليات العسكرية ضد إسرائيل بعد المعارك التي كسبتها.
قصة الثغرة
[size=25]ثغرة الدفرسوار
يؤكد المشير الجمسي أن الهدف من عملية الثغرة لدي إسرائيل كان محاولة منهالتحسين صورتها أمام وسائل الإعلام بعد سلسلة من الهزائم , ويري الجمسي أنهمن حق الكثيرين أن يتساءلوا لماذا حدثت الثغرة؟ وكيف حدثت؟ , وخاصة بعدالنجاح الكبير لقواتنا المسلحة التي نجحت في يوم واحد في انشاء خمسة رؤوسلكباري.
وينتقد الجمسي الطريقة التي تعاملت بها مصر إعلاميا مع الثغرة , ففي الوقتالذي كان المواطنون يستمعون في الإذاعات الأجنبية وما يكتب في الصحفبالخارج نقلا عن إسرائيل يجدون في الإعلام المصري تعتيما عما يدور في أرضالمعركة, وزاد الأمر بلة تريحات السادات التي أعطت الانطباع بأن الفريقالشاذلي لم يبذل الجهد الكافي في التعامل مع الثغرة.
كانت القوات الإسرائيلية قد منيت بخسائر عديدة طوال أيام القتال , وزادالوضع الداخلي سوءا في إسرائيل , وقالت جولدا مائير "لا أعرف كيف سأواجهعائلات القتلى الكثيرين في الحرب" ,, لذلك كانت القيادة الإسرائيليةتستميت للقيام بعمل عسكري يعيد للجيش الإسرائيلي ثقته بنفسه وثقة الشعبالإسرائيلي به .
ومن وجهة نظر السياسة الأمريكية , كانت أمريكا تري أن هزيمة إسرائيل تعنيأمريكا في الشرق الأوسط إذا حسم السلاح السوفيتي نتيجة هذه الحرب, كما أننجاح إسرائيل في إحدى المعارك يعطي لأمريكا ورقة للمساومة بها سياسيا فيالمفاوضات التي تعقب الحرب.
كيف حدثت الثغرة؟
في صباح 15 أكتوبر ركز العدو مجهوده الرئيسي علي الجنب الأيمن للجيشالثاني بغرض عمل اختراق للجيش والوصول ببعض قواته إلي الضفة الشرقيةللقناة... واشتبكت القوات الإسرائيلية بقيادة شارون في قتال عنيف معالقوات المصرية مما جعل تقدمها بطيئاً برغم أنها تمكنت من عمل اختراق فيمواقع الجنب الأيمن للجيش الثاني , وتحت ستار القتال الشديد تسللت قوة منلواء مظلات إسرائيلي ليلا إلي الشاطئ الشرقي للقناة ليلة 15/16 أكتوبر ,ومنها عبرت في قوارب إلي الشاطئ الغربي للقناة في منطقة الدفرزوار , ولحقتبها سرية دبابات حوالي 7-10 دبابات..وتمكنت قوات الجنب الأيمن للجيشالثاني من إغلاق الممر الصحراوي، وبذلك أصبحت القوات الإسرائيلية في غربالقناة معزولة.
معركة المزرعة الصينية
منذ صباح يوم 16 أكتوبر تصاعد القتال واشتعل في ميدان المعركة الرئيسي شرقالدفرزوار في سيناء وفي معركة المزرعة الصينية, وهي مزرعة للتجارب أقامتهاوزارة الزراعة شمال شرق الدفرزوار... كانت القيادة الإسرائيلية قد اضطرتإلى إقحام فرقة مدرعة جديدة "فرقة آدان" في المعركة لفتح ممر شمالالبحيرات المرة حتى يمكن توصيل المعدات إلي الضفة الشرقية للقناة , اشتبكتالقوات المصرية مع فرقة آدان في معركة المزرعة الصينية, ونجحت القواتالمصرية في منع قوات ادان من فتح الممر بعد معركة ضارية.
لقد جذبت هذه المعركة اهتمام قيادة الجيش الثاني , بينما كان القتال دائراعلي الجنب الأيمن للجيش في قطاع الفرقة 16 مشاة . وخلال ذلك تمكن الجنرالآدان من تحريك الاطواف العائمة ووصلت إلى خط المياه حيث أقيم المعبر يوم17 أكتوبر.
خطأ في التقدير
ويؤكد المشير الجمسي أن اتساع معركة الدفرزوار يرجع إلي خطأ في تقدير حجمالقوات الإسرائيلية التي نجحت في التسلل إلى غرب القناة, فقد كان تقديرقائد الجيش الثاني أن 7 دبابات فقط هي التي عبرت وبالتالي سيتم القضاءعليها بسهوله , وثبت فيما بعد أن العدو كان له حوالي 30 دبابة وحواليكتيبة من المظلات.
بدأت الدبابات الإسرائيلية تشكل نفسها في مجموعات تطلق نيرانها من مسافةكيلومتر واحد علي مواقع صواريخ الدفاع الجوي,, لذلك قرار القائد العامقرارا بضرورة سد الثغرة في شرق القناة لمنع تدفق القوات الإسرائيلية ,وعزل القوة التي تعمل في الغرب تمهيدا لتدميرها.
وفي يوم 17 , بدأ تنفيذ الخطة بأن تقوم الفرقة 21 مدرعة (الجيش الثاني)بدفع أحد لواءاتها في اتجاه الجنوب وفي نفس الوقت يقوم الجيش الثالث بدفعاللواء 25 مدرع في اتجاه الشمال وبالتالي يمكن سد الثغرة من الشرق. وفينفس الوقت يقوم لواء من الفرقة 23 ميكانيكية بالهجوم ضد قوات العدوالموجودة في غرب القناة.. لكن تعرض اللواء 25 مدرع لقصف جوي شديد وبالتاليلم يتم سد الثغرة من الشرق, وقام العدو بدفع الجنب الأيمن للجيش لمسافة3-4 كيلومترات شمالا حتى تمكن من دفع وحدة الكباري وإسقاط كوبري بالقناة,وبالتالي أصبح لقوات شارون كتيبتان من الدبابات وكتيبتان من المظلات محملةعلي عربات مجنزرة.
الهجوم علي الإسماعيلية
اتجهت قوات شارون شمالا في اتجاه الإسماعيلية في محاولة لدخول المدينةلاحتلالها وأحداث تأثير كبير علي معنويات الجيش والشعب المصري , لكن ثبتأبطالنا في وجه شارون وحرموه من تحقيق هدفه السياسي والعسكري.
في ليلة 17/18 أكتوبر عبرت فرقة آدان المدرعة وتوجهت جنوبا نحو السويس,يقول المشير الجمسي " ومنذ مساء هذا اليوم , ونظرا لأن العدو أصبح لديهفرقتان مدرعتان غرب القناة , كان لابد أن تدور المعارك الرئيسية فيالمنطقة غرب الدفرزوار"
الجندي المصري فى حرب اكتوبر
وقف اطلاق النار
قرر السادات الموافقة علي وقف إطلاق النار بعد عودته من غرفة العملياتليلة 20/21 , وصدر قرار مجلس الأمن بوقف القتال علي أن يبدأ يوم 22 الساعة6.52 دقيقة مساء بتوقيت القاهرة, وعندما توقف القتال لم تكن إسرائيل قدحققت هدفا سياسيا أو عسكريا, لذلك قررت أن تدفع بقوات جديدة إلى غربالقناة ليلة 22/23 وليلة 23/24, ثم استمرت في القتال وتقدمت قواتها جنوباللوصول إلي مؤخرة الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحراوي والاستيلاءعلي مدينة السويس. ولمواجهة هذا التعدي أصدرت القيادة العامة تعليماتهالمحافظ السويس للدفاع عن المدينة ومنع العدو من احتلالها , واتصل الساداتبأمريكا لتعمل بطريقة فعالة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار.
ودار القتال خلال المدة من 22 /24 أكتوبر بعنف شديد , ويقرر الجمسي أنالعدو خلال هذه الفترة كان له التفوق العسكري كما كانت المبادأة من جانبه, والسبب في ذلك أن منطقة غرب القناة كان بها الكثير من المستودعاتوالمخازن الإدارية التي لا يتيسر لها بحكم عملها وتنظيمها التسليح الكافيللدفاع عن قوات مدرعة معادية, ونتيجة للعمل السياسي صدر قرار من مجلسالأمن مساء يوم 23 أكتوبر يحث الأطراف علي الالتزام بقراره السابق.
السادات في أكتوبر
معركة السويس
برغم صدور القرار 339 رسميا من مجلس الأمن ,إلا أن إسرائيل تركت لجيشهاحرية العمل علي أمل احتلال السويس, ودارت معركة السويس اعتبارا من 24أكتوبر بمقاومة شعبية من أبناء السويس , يقول الجمسي " ويصعب علي المرء أنيصف القتال الذي دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهةوشعب السويس من جهود أخرى وهو القتال الذي دار في بعض الشوارع وداخلالمباني", ومع فشل العدو توجه جنوبا الي ميناء الأدبية جنوب السويسواستولي علي الميناء, كما نجح في قطع طريق مصر السويس الصحراوي وهو الورقةالتي استغلتها إسرائيل بعد ذلك سياسيا بعد توقف القتال.
الموقف عند انتهاء القتال
كانت قوات العدو في سيناء تقف دون تأثير, وفي غرب القناة فشلت في تهديدمدينة الإسماعيلية أو احتلال مدينة السويس, ولكنها تمكنت من قطع طريق مصرالسويس الصحراوي وهو الطريق الرئيسي لإمداد مدينة السويس وقوات الجيشالثالث الموجودة في سيناء شرق القناة.. أصبحت القوات المعادية في غربالقناة نزيفا لإسرائيل, وليس في قدرتها تحقيق أي هدف آخر فإن خسائرهاتتزايد وإخلاء الخسائر لا ينقطع.
*-*نجحت فقط القوات الإسرائيلية في تحقيق هدف تكتيكي وهو قطع طريق مصرالسويس الصحراوي ، وبعد سلسلة من الفشل في الإسماعيلية والسويس وقبلهمسيناء ركزت الدعاية الإسرائيلية علي هذا النصر المحدود... ويعترف المشيرالجمسي أنه كان من الواجب علينا في مصر أن تكون هناك حملة مضادة توضحالحقائق لكننا لم نفعل مما أدي إلي زيادة اهتمام الرأي العام هنا وهناكبموضوع الثغرة.
بعض الاسرى الاسرائيليون في حرب اكتوبر
الثغرة عبء على إسرائيل
يقول الجمسي " لابد من التأكيد أن ذلك النجاح الاستراتيجي الذي حققتهإسرائيل في معركة الثغرة قد خلق أوضاعا غير ملائمة للقوات الإسرائيلية ,كان من المؤكد أن تؤدي إلي فشل استراتيجي محقق إذا ما أستؤنفت أعمالالقتال"
*-*كان علي القيادة الإسرائيلية أن تؤمن قواتها في غرب القناة الموجودة فيقطاع محدود بالانتشار والاستيلاء علي مساحة أكبر واستتبع ذلك دفع قواتأكبر إلى غرب القناة , فقد أصبح لها حوالي 6-7 ألوية موجودة في منطقةمحددة من الأرض ومحاطة من جميع الجهات بقوات مصرية, ولتأمين هذه القواتخصصت إسرائيل قوات أخرى (4-5 ألوية ) لحماية المداخل إلى الثغرة, ولتثبيترءوس الكباري المصرية الموجودة في سيناء خصصت القيادة الإسرائيلية عشرةألوية, وبالتالي أصبح من الضروري الاحتفاظ بالاحتياطي الاستراتيجي في أقصيدرجات التعبئة.
وهكذا تحولت القوات الإسرائيلية غرب القناة من سلاح تضغط به علينا إليرهينة نضغط بها علي إسرائيل ومصدر لاستنزاف لأرواح ومعدات واقتصادإسرائيل..وجاء الاتفاق المصري الإسرائيلي, وظهرت حقيقة الثغرة عندما طلبتإسرائيل ترك الثغرة وسحب قواتها شرقا بعيدا عن القناة.
[/size]
[/size]